سوء معاملة الأطفال تعتبر مشكلة خطيرة وهامة، حاصةً إذا كنا نتكلم عن الرضع وصغار السن لأنهم في غالباً لا يمكنهم الحديث عن مشكلاتهم لذلك فهم معرضون للخطر أكثر من أقرانهم في سن المدرسة، فإذا شككت في أن طفل ما يتعرض للإساءة، فلابد أن تنتبه للإشارات التالية.
العلامات ىالسلوكية
لاحظى خوفه من مظهر معين. قد يُظهر الطفل الذى تعرض لإساءة المعاملة خوف مفاجئ من مكان مُحدد أو نوع من الأشخاص سواء ذكر أو أنثى أو من أشخاص الذين لهم مظهر معين، مثل الخوف المفاجئ من السيدات ذوات الشعر القصير أو الرجال ذوي اللحية ... وهكذا، ومن الممكن أن يبكي الطفل عند تركه في الحضانة أو الروضة أو يَظهر عليه عدم الراحة أو يبدأ في تجنب التواجد مع المشرفين أو البالغين بشكل عام أو قد يحدث العكس أيضًا، فتراهم أكثر خوفًا عند تركِهم بمفردهم أو عند انفصالهم عن الأهل وخصوصًا عند تواجد الشخص الذي يُسئ إليهم.
انتبهى إذا لاحظتى شعور الطفل بعدم الراحة عند خلع ملابسه. يشعر ضحايا الاعتداء الجنسي بالخوف عندما يخلعون ملابسهم قبل الاستحمام أو يظهر خوف غير معتاد عند زيارتهم للطبيب. بإمكانك أيضًا ملاحظة بعض التراجع في سلوكياتهم، فمثلًا نلاحظ أن الطفل قد عاد للتبول اللا إرادى بعد التوقف عن ذلك منذ زمن أو عاد ليمص أصابعه أو حتى التلعثم والتأخر في النطق.
انتبهى للتوتر أثناء النوم. فهؤلاء الأطفال يعانون من توتر وقلق في النوم وكوابيس متكررة.
لاحظى أي زيادة في الاهتمام بالأمور الجنسية أو إدراكه لتصرفات جنسية غير ملائمة لسنه.
انتبهى إذا لاحظتى أن طفلك لا يتصرف مثل أقرانه. فالأطفال ضحايا الاعتداء من الممكن أن يصبحوا غير قادرين على التفاعل أو اللعب مع أقرانهم.
الإشارات العاطفية
ابحثى عن تغير فجائى وعنيف في الشخصية. فمن المحتمل أن يتحول طفل عادي ودود قوي الشخصية إلى طفل سلبي لين، بينما يتحول سلوك الطفل الهادئ اللطيف لسلوك عدواني أو يقل كلام الطفل أو حتى يمتنع عن التواصل تقريبًا أو قد تلاحظ اضطراب في الكلام مثل التأتأة.
لاحظى أي عدوانية أو غضب. حيث إن الأطفال ضحايا الاعتداء قد يعانون من آثار ما بعد الصدمة وقد يقومون بمهاجمة الأطفال الآخرين، البالغين أو حتى الحيوانات بعنف وشراسة غير معهودة.
الإشارات الجسدية
انتبهى لأي علامات إساءة جسمانية مثل الكدمات والحروق والعين المتورمة والجروح القطعية والجروح التهتكية أو الكشوط أو أي إصابات أخرى. الكدمات هي أكثر ما يقلق، خصوصًا إذا ظهرت في مناطق غير معتادة مثل الوجه أو الرأس أو الخد أو الظهر أو الذراع أو الأعضاء التناسلية.
ابحثى عن الإصابات التي تنتج عن الاعتداء جنسي. قد يصاب ضحايا الاعتداء الجنسي بألم أو حَكَّة أو نزيف أو كدمات حول الأعضاء التناسلية، مع صعوبة في المشي أو الجلوس أو تبدو عليهم علامات العدوى في مجرى البول.
لاحظى ما إذا كان الرضيع يرفض الطعام. فقد يُظهر الرضيع تغيرًا في الشهية ويصبح غير مهتم بالطعام بشكل عام أو يصاب بغثيان وقيء بدون سبب مرضي أو أعراض أخرى متعلقة بالضغط النفسي.
اتخاذ الإجراءات اللازمة
ضعى في اعتبارك أن عليك التحدث والسؤال عن الطفل أو الرضيع مع المشرفين أو المعتنين به (أو بالوالدين إذا كنت أحد أصدقاء العائلة المهتمين). اعرف كذلك هل يواجهون صعوبات في فهم تصرفات طفلهم أو ما إذا كان يتصرف بشكل مختلف، ولكن عليك إدراك صعوبة الموقف وتوتره.
اَبلغى البوليس أو الجهات المسؤولة. لا يهم إذا كنت لا تملك أدلة، حيث إن الجهات المختصة ستقوم بالاستقصاء بنفسها، فوظيفتهم أن يحددوا ما إذا كان هناك شيء يحدث أم لا. هذه ليست مسألة سهلة حيث إن الطفل في معظم الأحيان لا يستطيع التحدث ووصف ما حدث له، فهو يعتمد على مساعدة الآخرين.
أفكار مفيدة
بما أن كل طفل ينمو ويتطور بشكل مختلف، فمن الصعب تحديد ما إذا كان تأخر النمو ناتج عن الاعتداء أو أن الشكوى من الصداع أو آلام المعدة ليس لها سبب طبي.
متلازمة الطفل المرتعش، هي نتيجة شائعة في حالات الاعتداء القوي على الرضع، ومن الممكن أن تؤدى تلك الرعشة القوية لإعاقة دائمة أو حتى الموت، ويعتمد ذلك على مدة وشدة الواقعة، ومن الآثار الناتجة عن هذه المتلازمة تضرر في شبكة العين، والبَلادَة والرعشة والتقيؤ وسرعة الانفعال وتغير في كهرباء المخ وتناقص الشهية وعجز في رفع الرأس وصعوبة في التنفس.
تحذيرات
عندما تواجه شخص ما بإساءة معاملة طفل، تذكر مدى صعوبة الموقف، حيث من الصعب أن يتقبل أي شخص اتهامه بالاعتداء على طفل. إذا شعرت أنك مهدد في أي لحظة، فقم بإبلاغ الشرطة في الحال، فقد تكون هذه الخطوة مهمة، وربما يكون الطفل معرضًا للخطر بعد حديثك مع المعتدي.
